آخر الأخبار

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

“شيرين بموازين” .. الفن والصعوبات النفسية معا تحت الأضواء

“شيرين بموازين” .. الفن والصعوبات النفسية معا تحت الأضواء

عبد اللطيف سرحان - الجديدة

لمياء مومو

تعتبر شيرين عبد الوهاب واحدة من أبرز الفنانات في الوطن العربي، ومع ذلك، تعرضت في الآونة الأخيرة لانتقادات حادة عقب مشاركتها في حفل ختام مهرجان موازين.. إيقاعات العالم، الذي يعتبر من أكبر المهرجانات الفنية في المنطقة.

ورغم أن شيرين تميزت دائما بحضورها المميز وصوتها الفريد، فإن ظهورها الأخير كان مليئا بالجدل والانتقادات، الأمر الذي يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الفنانون في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

من أكثر النقاط التي أثارت الجدل في حفل موازين هو اعتماد شيرين المكثف على تقنية “البلاي باك” في الأداء، وهو أمر نادرا ما تتعرض له فنانة بهذا الحجم. بالإضافة إلى ذلك، لاقت إطلالتها انتقادات واسعة من قبل جمهورها، حيث وصفها البعض بأنها “غير لائقة” لمهرجان بهذا الحجم، مما أدى إلى مغادرة عدد من الحضور في منتصف الحفل.

هذه التجربة تبرز واحدة من التحديات الكبيرة التي يواجهها الفنانون اليوم، خاصة في ظل الضغط المستمر لإرضاء الجمهور ووسائل الإعلام. يبدو أن الفتاة التي كانت تعتبر رمزا للعفوية والحيوية أصبحت الآن محط أنظار مراقبة دقيقة لا تسمح بأي خطأ، مهما كان بسيطا.


من غير الممكن تجاهل الدور الكبير الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل صورة الفنان العامة. في السابق، كان الفنانون يعبرون عن أنفسهم عبر أعمالهم فقط، أما اليوم فكل تفصيل من حياتهم أصبح موضع نقاش عام. أي خطوة يخطوها الفنان تسجل وتحلل من قبل ملايين المتابعين والمعلقين، مما يضعهم تحت ضغط هائل.

شيرين عبد الوهاب هي إحدى ضحايا هذه الظاهرة. ورغم أنها قدمت للعالم العربي العديد من الأعمال المتميزة، إلا أن حياتها الشخصية، التي تحولت إلى مادة إعلامية في السنوات الأخيرة، ألقت بظلالها على مسيرتها الفنية. أصبح الحديث عن شيرين أكثر تركيزا على أزماتها الشخصية من تقديمها الفني، مما أثر بشكل واضح على كيفية استقبال جمهورها لها.

ورغم النقد الحاد الذي تعرضت له، فإن هناك من يرفض التعامل مع شيرين من منطلق النقد الجاف. الفنانة المغربية نجاة رجوي، على سبيل المثال، عبرت عن تعاطفها مع شيرين، مشيرة إلى أن أداءها في موازين كان خاليا من الروح، ولكنها أكدت في نفس الوقت حبها الكبير للفنانة وتمنياتها بأن تستعيد قوتها الفنية والنفسية. تلك الكلمات تعكس من جانب آخر جزءا من تعاطف الجمهور مع الفنانين الذين يعانون في صمت، وهو أمر لم يعد محط اهتمام الكثيرين في عصر النقد السريع.

الدفاع عن شيرين جاء من جانب آخر، حيث خرج الدكتور نبيل عبد المقصود، الطبيب المعالج لها، لينفي وجود أي اضطرابات صحية أو نفسية خطيرة، معبرا عن استغرابه من الهجوم المستمر عليها. من خلال تصريحه، حاول الطبيب إقناع الجمهور بأن الفنانين يحتاجون إلى بيئة داعمة تشجعهم بدلا من تكرار الهجوم عليهم. ويبدو أن ما حدث في موازين هو مجرد جزء من التحديات النفسية التي يواجهها أي شخص تحت الأضواء.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *