آخر الأخبار

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

مواقع النصائح الغذائية والصحية، من يكتب لمن؟

مواقع النصائح الغذائية والصحية، من يكتب لمن؟

عبد اللطيف سرحان - الجديدة

د. محمد لكزولي

مع ثورة الإنترنت، وانتشار ثقافة النصائح والوصفات وتناسل ما سمي “بصناع المحتوى”، انتشرت العديد من المواقع والقنوات التي تهتم بالصحة، والرشاقة وتخفيض الوزن، وعلاج الأمراض المستعصية، والطبخ، والرياضة، تدار بنسبة عالية من طرف أشخاص مجهولين، ومديرين وهميين، يعتمدون على نسخ المحتوى الأجنبي الذي بدوره يدار من أشخاص غير مؤهلين، أو ترجمة كتب ومقالات وقنوات أجنبية -عبر ترجمة آلية سيئة-، بينما نسبة قليلة جدا تدار وتكتب من طرف مختصين، وأطباء، ومؤسسات معتمدة.

ومن المقالات التي أثارتني، والتي تعبر عن التخبط والعشوائية الموجودة في النت، موضوع حول فوائد الحلبة، التي يحتوي مضمونها على شرح لمكونات الحلبة وقيمتها الطاقية، ومكوناتها المعدنية والفيتامينية، تليها شروحات واستعمالات حبوب الحلبة، وأدوارها في تفتيح البشرة وإزالة الخلايا الميتة، وصحة الطفل والمرأة، والشاب والمراهق، وغيرها، الشيء الذي يعطيها قدرة “إلكسير” الحياة، دون الإشارة إلى كيفيات الاستعمال، ولا الكميات أو فترات تناولها، ولا محاذير استهلاكها بالنسبة للحالات المرضية، أو المرأة الحامل، ناهيك عن تضارب النصائح والمعلومات: كدورها في فتح الشهية والزيادة في الوزن تارة، وإنقاص الوزن ومساعدة النساء على التخلص من الزوائد الذهنية تارة أخرى.


أعلم أنني سأمطر بوابل من التعليقات حول دور الحلبة وحديث النبي ﷺ عنها وعن منافعها، إلا أن معرض المقال ليس عن فوائدها، ولا ما وثق في حقها من المنافع، -“سيأتي مقال مفصل وموثق حول الحلبة وفوائدها قريبا”- ، إلا أن الطريقة التي تكتب فيها المقالات والنصائح في مواقع لا يُعرَفُ مالكها، ولا من يُديرها، واللجنة العلمية التي تدقق في المعلومات، ومصداقيتها العلمية، تثير الريبة والشك في مستوى و/أو تخصص أصحابها، حيث تفتقر إلى المعرفة بتنوع ثقافات الشعوب، والاستعمالات الغذائية والطبية، والفهم الصحيح لبعض مكوناتها، مما يدخل القارئ في متاهات الاختيار، واستعمال الخلطات أو الوصفات، دون اعتبار للحالة الصحية للقارئ، مما يعرضه لسوء الاستعمال ولخطر التسمم وقصور الأعضاء ووظائفها.

ومن خلال بحثي في الموضوع أعلاه، وقفت على موقع يعلن تخصصه الطبي باللغة العربية، وإحالته إلى مراجع لا علاقة لها بالموضوع، ولا توجد أية كلمة مفتاحية في أي مقال محال كمرجع في النص، مما ينفي عليه صبغة موقع للتوعية والتحسيس.

إن تبسيط العلوم والتحسيس من التخصصات الصعبة في علوم التواصل والتوعية، مما يستوجب على القارئ الحذر من استعمال معلومات غير موثقة علميا، والرجوع إلى المختص في الطب أو التغذية والحمية أو في العلاج الوقائي، أما مسؤولية المواقع الغذائية والطبية في تدقيق محتوى العلمي، وإعلان المسؤول عن التحرير وفريق العمل، ونشر سياسة احترام قوانين الملكية الفكرية، ومدى احترام الموقع لشروطها، وضبط إمكانية استعمالها تبقى ضرورية لحماية القارئ أو أفراد أسرته من الوقوع في مشاكل صحية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *