كنا نسمع كثيرا عن ربط المسؤولية بالمحاسبة ..
هللنا وطبلنا أكثر حين تمت دسترة الأمر وأصبحنا نرفع عقيرتنا في كل وقت مطالبين بتطبيق المبدأ الدستوري ومعاقبة المخلين بالمسؤولية..
هلل كل مسؤول سياسي حتى الأشهر والاكثر فسادا مطالبا بربط المسؤولية بالمحاسبة ..
مرت الايام والسنون وجرت مياه كثيرة نقية ومتسخة تحت جسور غفلتنا وسذاجتنا ..
ظللنا نسمع في يقظتنا وفي نومنا الخطب الرنانة والشعارات البراقة حول ضرورة وضع حد للفساد عبر ربط كل مسؤولية كيفما كان نوعها ومهما كانت درجتها بالمحاسبة ..
تسللت المحاسبة في غفلة من الجميع وتركها أولو الأمر تغادر الواقع وتظل فقط في الخطب الديماغوجية .. لنكشتف بسذاجة ما بعدها سذاجة أن تحمل المسؤولية بكل لا مسؤولية ظل هو جوهر الأمور في تدبير الشأن العام ..
اكتشفنا ولا زلنا نكتشف بأنه كلما كنت مسؤولا مخلا بمسؤوليتك أو مستغلا لها كلما ارتقيت وترقيت وتحسنت صورتك لدى من هو أعلى مسؤولية منك ..باستثناءات قليلة ومتفرقة تؤكد القاعدة مع الاسف ..!!
تأكدنا أن الدستور الذي ضم مثل هذه المبادىء قد تم وضعه على الرف وأن أغلب المسؤولين يعتبرون وظيفتهم هي خدمة جيوبهم وعشيرتهم الحزبية أو العاءلية .. وأن خدمة الصالح العام لا تعنيهم في شيء ما دام المنصب داءما والريع موزعا نحو الأسفل والاعلى وعلى اليمين وعلى الشمال ..
ذهبت المحاسبة في سبات عميق ولا يتم ايقاظها إلا لمعاقبة مسؤول صغير أو ليست له حماية كافية ..وها نحن كما كنا نعيش واقعا عنوانه ربط المسؤولية ب … اللامسؤلية !!!
إلى متى ؟
اسألوا من كذبوا على المحاسبة !!!
