رغم أن فصل الصيف لم يبدأ رسميا بعد، إلا أن المغرب يعيش على وقع موجة حر شديدة منذ أيام، بلغت ذروتها اليوم بدرجات حرارة تجاوزت 42 درجة مائوية في عدد من المدن، وهو رقم غير معتاد خلال شهر يونيو.
من الدار البيضاء إلى فاس، ومن مراكش إلى سوس، لم تسلم جل المناطق من لهيب الشمس الحارقة، وسط تحذيرات حول استمرار الموجة في الأيام المقبلة. هذه الموجة، التي وصفها البعض بـ”المبكرة وغير المألوفة”، أربكت يوميات المواطنين وأثارت تساؤلات حول أسباب هذا الاختلال المناخي.
من المرجح أن يكون هذا الارتفاع ناتجا عن تأثيرات التغير المناخي، وامتداد كتل هوائية حارة قادمة من الجنوب الصحراوي.
كما ساهم الجفاف الذي تعرفه البلاد للسنة الرابعة على التوالي، في تهيئة الظروف لارتفاع درجة الحرارة بشكل غير معتاد.
هذه الظواهر أصبحت أكثر تكرارا وحدة، وهي نتيجة طبيعية للتغيرات المناخية العالمية التي لم تعد تطرق الأبواب، بل دخلت بيوتنا بالفعل.
في شوارع الدار البيضاء، حيث تلسع الشمس الوجوه وتذيب الإسفلت، يحاول المواطنون التكيف كل على طريقته. بعضهم لجأ إلى تقليص حركته خلال النهار، فيما اتجه آخرون لشراء القبعات والماء المثلج في محاولة للنجاة من لهيب الحرارة.
يقول “حسن”، سائق طاكسي بالعاصمة الاقتصادية:
“أقسم أنني لا أطيق الجلوس داخل السيارة بين الساعة 12 و4 زوالا. المكيف لا يعمل. نضطر لفتح الشبابيك ونبلل المنشفة بالماء ونضعها على المقود.”
أما “عبد الغني”، بائع متجول في أحد الأسواق الشعبية، فقد كان يضع مظلة صغيرة فوق عربته المتواضعة ويغطي رأسه بقطعة قماش مبللة، وقال:
“الرزق صعيب، ولكن الحرارة زادت علينا بزاف هاد العام. تنحاول نخرج غير مع الصباح أو بعد العصر، لكن خاصني نخدم. الله يدير تاويل الخير.”
على العموم يجب على المواطنين تجنب التعرض المباشر للشمس في أوقات الذروة، وشرب كميات كبيرة من الماء، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، مع إعطاء عناية خاصة للأطفال والمسنين والمرضى.
ومع استمرار موجة الحر، يتساءل كثيرون إن كانت هذه مجرد موجة عابرة، أم بداية لصيف أكثر قسوة، يكرس الواقع المناخي الجديد الذي بات يفرض نفسه بقوة في المغرب والمنطقة المغاربية عموما.