تستعد الصويرة لاحتضان النسخة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، والذي سيقام ما بين 19 و21 يونيو 2025، في تظاهرة فنية كبرى توحد الإيقاع والروح والانتماء الإنساني العابر للثقافات.
فتحت شعار “مدينة في حالة نشوة وعالم في حالة اندماج”، تتحول الصويرة على مدى ثلاثة أيام إلى قلب نابض بالإبداع، حيث يستقبل المهرجان نخبة من كبار فناني العالم إلى جانب “المعلمين” الكناويين، الذين يمثلون جوهر هذا الفن الصوفي العريق، لحظات من النشوة الموسيقية، والتجارب الصوتية، واللقاءات البشرية، في تزاوج بين الروحانية، الشباب، والالتزام.
وينطلق المهرجان بـموكب افتتاحي حاشد، يطوف شوارع المدينة بإيقاعات ورموز تعكس تنوع فن كناوة، قبل أن يفتتح رسميا بحفل على منصة مولاي الحسن يجمع المعلم حميد القصري مع فرقة Bakalama من السنغال، وعدد من الأصوات الإفريقية والعالمية التي ستمتزج بإبداعات فنية معاصرة.
وخلال هذه الدورة، تتعدد اللقاءات الموسيقية بجرأة وإبداع، من بينها تعاون المعلم حسام غانية مع عازف الدرامز الأمريكي ماركوس غيلمور، ولقاءات أخرى مبهرة مع ظافر يوسف، أسماعيل حمازاوي، فرقة تيناروين من مالي، روكيا كونيه، وغيرهم. كما ستشهد الساحات حوارات فنية بين فناني كناوة وفنانين من أنماط موسيقية متعددة كـعلي كيتا، تاهو إيرليش، وسي كاي (CKay) النجم النيجيري الشاب.
ولا يقتصر المهرجان على الجانب الموسيقي فقط، بل يولي اهتماما كبيرا بالمسائل الإنسانية، من خلال منتدى حقوق الإنسان الذي يعود في نسخته الثانية عشرة، هذه السنة تحت عنوان “الهجرة والهوية الثقافية”. يشارك فيه كتاب ومفكرون وفنانون مثل أندريا ريا، إيليا سليمان، فوزي بنسعيدي وغيرهم، في جلسات تفكير ونقاش حول قضايا الهوية والهجرة والإبداع.
وبروح من التجديد والتكوين، يعود أيضا برنامج Berklee & Gnaoua لتدريب الشباب من 23 دولة في مجال الموسيقى، بشراكة مع كلية بيركلي العالمية، كما تطلق هذه السنة “كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة” بالتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، بهدف تعزيز البحث الثقافي والفني.
وبمشاركة أزيد من 350 فنانا، من بينهم 40 معلم كناوي، سيكون للجمهور موعد مع 54 حفلا موسيقيا موزعا بين العروض الكبرى في الهواء الطلق، الأمسيات الحميمية، والعروض داخل الفضاءات التاريخية.
