يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بعمالة الحي الحسني على وقع أزمة داخلية متصاعدة، تتجلى في استعداد عدد من مناضلي الحزب، من أعضاء وعضوات الأمانات المحلية، لتقديم استقالاتهم، في وقت حرج يسبق الانتخابات التشريعية المقررة لسنة 2026.
وفي هذا السياق، توصل صلاح الدين الشنكيطي، الأمين الإقليمي للحزب بعمالة الحي الحسني، باستقالة رسمية من عبد الإله النعيم، نائب أمين المال بالأمانة المحلية لمنطقة الألفة، وهي واحدة من بين ثلاث أمانات محلية تنشط في الحي الحسني، إلى جانب ليساسفة والحي الحسني.
وقد تم تعميم نسخة من هذه الاستقالة على السلطات المحلية وباقي الهياكل الحزبية، خصوصًا أن النعيم يُعتبر أحد الأسماء البارزة داخل التنظيم، ويحظى بثقل انتخابي في دوار الحاج عبد السلام، الذي يشكّل خزانا انتخابيا مهماً للحزب بالمنطقة.
ورغم أن مضمون الاستقالة أرجع الأسباب إلى “دواعٍ شخصية”، إلا أن مصادر مطلعة من داخل الحزب كشفت أن الأمر يرتبط في العمق بتدهور المناخ التنظيمي، وغياب الشفافية في التسيير، إلى جانب احتكار القرار من قبل أطراف محددة منذ تولي الأمين العام الإقليمي الحالي لمهامه.
وأكدت نفس المصادر أن حالة من التذمر تسود في صفوف العديد من الفاعلين الحزبيين على المستوى المحلي، حيث عبّر عدد من أعضاء الأمانات الثلاث عن استيائهم المتزايد من الطريقة التي يُدار بها الحزب، ملوّحين باتخاذ خطوات تصعيدية من بينها تقديم استقالات جماعية، إذا لم يتم فتح حوار داخلي جاد، وإعادة تصحيح المسار.
ويُنظر إلى هذه الاستقالات، إن تأكدت، على أنها مؤشر مقلق قد ينعكس سلبًا على جاهزية الحزب لخوض غمار الانتخابات المقبلة، خصوصًا في مناطق تُعد أساسية في رصيده الانتخابي داخل الدار البيضاء.