برحيل الفنان محمد الشوبي صباح يوم الجمعة 2 ماي 2025، فقد المغرب واحدا من أنقى وجوهه الفنية، وأكثرها جرأة وثقافة. لم يكن مجرد ممثل، بل كان صاحب موقف، وصوتا لا يهادن، ومثقفا ظل يدافع عن الفن النظيف كأنه قضية شخصية.
ولد الشوبي سنة 1963 بمدينة مراكش، ودرس بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، حيث تشكلت ملامح فنان استثنائي، جمع بين حس الممثل المبدع ووعي المثقف العضوي. من الركح إلى الشاشة، ظل الشوبي وفيا لرسالته: أن يكون صادقا، حرا، ومؤثرا.
في المسرح، سطع نجمه بأعمال خالدة مثل “خربوشة”، “الحصار”, “الباب المسدود”, و*”صوت ونور”، كما أخرج أعمالا مسرحية متميزة مثل “ارتجال” و”حروف الكف”. وفي التلفزيون والسينما، بصم مسيرته بأدوار قوية في مسلسلات وأفلام مثل “دقات القدر”, “مسحوق الشيطان”, “جوق العميين”, و”موت للبيع”. لم يكن يبحث عن البطولة بقدر ما كان يبحث عن الصدق.
خارج الأضواء، كان الشوبي صريحا، مثقلا بالأسئلة، مشحونا بقيم الحرية والعدالة. دافع عن قضايا الفنانين، رفض التطبيع، وانتقد الرداءة بلا خوف. لم يسع لإرضاء أحد، وكان يرى أن “الفن موقف قبل أن يكون مهنة”.
رحل محمد الشوبي، لكن صوته سيبقى في الذاكرة. في كل لقطة، وكل دور، وكل موقف، ستظل روحه حاضرة.
وداعا أيها الجميل، يا من علمتنا أن الفن ليس ترفا بل فعل حياة.