لهلا يخطينا وجوه على من ندوزو.. هذا الغرب الكافر اخيرا وجدنا منه نفعا ، لكنه نفع باحتساب شديد وترقب ممزوج بالخوف، منذ عهد المجموعة الحضرية التي كانت تدبر شؤون العاصمة الاقتصادية الى الآن ،حيث مر على تجربة نظام وحدة المدينة اربع ولايات سير فيها الليبيراليون والاسلاميون شغل المدينة ، ونحن ننادي بضرورة إحداث مراحيض عمومية لان بطون الناس ومياههم الجوفية ، لا تشاورهم عندما تتوق للتحرر ، خاصة مع ازدياد عدد السكان بالمدينة وحلول آلاف الضيوف في اليوم الواحد ، وايضا نظرا لانتشار الأمراض التي تدفع بالبطن دفعا إلى المرحاض ، نداؤنا كان ينظر إليه الطهرانيون ومعهم اصحاب المال والأعمال المدبرين لشاننا اليومي شزرا ، وفي كثير من المرات يعطونك الانطباع بانه مطلب شبه سياسي والتدبير المحلي لايلعب السياسة ، التي مكانها في البرلمان فقط واحيانا مقرات الاحزاب ، هكذا كان مقصد الناس مع تعنت هؤلاء كلما حاورتهم احشاء بطونهم او مياههم الجوفية ، هو ساحات “ممنوع البول” او بعض المقاهي حيث المراحيض المقفلة بقفل عسري ساروتو عند السرباي ، الذي قد يسمح لك بولوج الركن الذي تقدسه امعاؤك وقد لا يسمح ، بحسب مزاجه فهو قد يرتاب بان تدخل وتقوم بفعلة اخرى غير الظاهرة في ملامح وجهك المعتصر من شدة الضغط الحاصل في دواخلك ،فمن يدري قد تكون ممثلا بارعا في الاعتصار حتى تقنعه بضرورة الدخول الى الملاد الذي ينقلك الى الخلاص ، بالمناسبة هو دخول مؤدى عنه ، وإذا حصل ولم تؤدي فانتظر وابلا من ” النكير” و”حشيان الهضرة” من الجالسة قرب المرحاض المكلفة بالتنظيف ، فهي لا يعنيها اعتصارك او وجعك او ” تفركيعت نبولتك”، المهم هو ان تبزي والا ستلحقك دعواتها المخفية الموثثة باللعنة ، الكثير من الناس خاصة السائقين كانوا يلجأون إلى قنينات البلاستيك المعلبة للمياه المعدنية ، التي حولوها لمراحيض خاصة بالطوارىء ، في طريقهم يرمون بها في آي اتجاه يحسون فيه بان ليس هناك اعين تتربص بهم ..
مع حصولنا على شرف تنظيم المونديال الى جانب إسبانيا والبرتغال ، فطنت اللجان الدائمة لاكبر مجلس جماعي بالمغرب الى ان ضيوفنا خاصة القادمين منهم من شمال الكرة الارضية ، لهم احترام مقدس لذواتهم ، لاسيما ما يتعلق بحرية الجسد التي تدخل ضمن الحرية الفردية ، وبالتالي لا يمكن لاسفل ظهورهم الناصع البياض ان يظل عرضة للبرد او للسعات الشمس ، والاخطر ان يظل عرضة للفرجة الجماعية ، هم وضعوا قانون ردع التحرش التي تعد اسهل تهمة في بلدانهم ، وقد اودت بالعديد من النجوم والسياسيين عندهم للسجن ، لمجرد النظر او التلميح بحركة ما .. سارعت ادن هذه اللجان بعد اكثر من 26 سنة من النداء غير المستجاب الى التسريع باحداث كوانيف عمومية ، صونا لارداف الضيوف التي ستصان معها اردافنا التي بحت عروقها بالاستنجاد ، الى ان جاءت هذه التظاهرة الكبرى كنوع من الفرج المباغث ، ومع ذلك هي فرحة ممزوجة بكثير من القلق ، عندما نقرا تقرير هذه اللجان.
لنقرا بتمعن جزءا من هذا التقرير:
لقد تبنينا فكرة بناء المراحيض عوض المراحيض المتنقلة
التاكيد على ضرورة الصيانة والحراسة والعناية بالمراحيض
تنظيم حملات تحسيسية توعوية للمواطنين
تسريع وثيرة الانجاز استقبالا لكاس إفريقيا 2025 وكاس العالم 2030
التاكيد على العدالة المجالية
في قراءة سريعة ، يظهر ان من قرروا من منتخبين ، يلبسهم الارتباك والريبة والرهبة والدهشة ، وكان مشروع الفضلات هذا اكبر من مخيلتهم واضخم مما يتصورون ، ، يقولون لقد “تبنينا “، وكانهم اخيراً وعلى مضض سيسمحون للفضلات ان تخرج من احشائنا في مكان مغطى ومستور ، ويتضح فيما بعد ان السماح الأسبقية فيه لضيوفنا وليس لنا ، حين اكدوا على تسريع الوثيرة من اجل التظاهرتين وليس الحصار المضروب تحت سراويلنا ، واخيرا هم يعلمون اكثر من غيرهم ان العدالة المجالية منعدمة حتى في مشاريع تنزيل المياه الجوفية للبطن لذلك وضعوها كشرط في توصياتهم..
المهم بالنسبة لنا ان ما في جعبتنا سيتحرر اخيرا في ظروف مستورة ولو بدرجة ثانية على وجه لحباب