رسخ النائب البرلماني البامي بمقاطعة الحي الحسني، لقاعدة جديدة في مجال التواصل السياسي والحزبي، باللجوء إلى تقنية “القرعة” (بضم القاف) في تجمع حزبي محلي بتراب دائرته النيابية من أجل استمالة المواطنين الى مهرجانه الحزبي، مركزا بالأساس على معقل انتخابي يتحدد في “دوار كوميرة” المضروب بالهشاشة والإقصاء حتى النخاع.
لم يدخر البرلماني، العابر سبيل، جهدا في سبيل الترحيل الجماعي لساكنة الحي، المكلوم بالفيضان بعد يوم واحد من “مهرجان القرعة”، صوب المركب الثقافي بواسطة “كيران صديقة” بطلها رئيس المقاطعة التجمعي، من أجل نفث خطاباته السياسية أمام مناضلين يعلم جيدا أنهم “مناضلون على الشياع” وأن حضورهم فقط من أجل حضور مراسيم “القرعة” للظفر برحلة أداء مناسك العمرة، في استغلال فاضح للدين وللفقر معا وهو الكفر بعينه.
لقد أبدع البرلماني “بالمقلوب” تقنية جديدة في الحشد الحزبي لاستعراض عضلات مفشوشة على مواطنين بسطاء مرسخا إحدى أبشع صور الاستغلال السياسي للعوز والاحتياج، و إحدى مظاهر الاحتيال الحزبي لإبراز قوة تنظيمية وهمية يعلم الجميع أنها مصابة بمرض عضال ينخرها منذ ما قبل انتخابات 8 شتنبر 2021.
ففي الوقت الذي رفعت فيه القيادة الجماعية للأمانة العامة شعار إعادة الهيكلة التنظيمية، يورط البرلماني قائده الجديد في مهرجان لبس على قلب بامي واحد، باللجوء إلى التدبير من الباطن( sous-traitance)بفضل شركاء من الخارج مستعدين للمساهمة في إشاعة الزور بكل أريحية.
الأكيد أن التاريخ سيسجل هذا الإبداع التواصلي لبرلماني الحي الحسني، بمداد من الخزي والعار، لكن الخوف كل الخوف أن تسجل الملكية الفكرية لهذا الاكتشاف في اسم حزب التراكتور، على سبيل التضامن، وبالتالي يزر حزب القيادة الجماعية وازرة من سن سنة سيئة ووزر من عمل بها من بعده.
خلاصة القول، دوار كوميرة لا يحتاج لقرعة بل لكرامة العيش ولفوز حقيقي مستدام بذلا من لحظة حظ وفوز عابر، “كوميرة” بحاجة إلى مشاريع تنموية من إعادة هيكلتها على قاعدة العيش الكريم والحق في السكن اللائق والصحة والتعليم بذلا من مناسك مشكوك في ذمتها الدينية، دوار كوميرة ومعه كل مناطق الحي الحسني بحاجة إلى فاعلين سياسيين ينتفسون نفس هواء الساكنة ويعيشون نفس همومهم ويحملون نفس انتظاراتهم وليس كائنات مفعول بها وغير قادرة على اسماع الصوت للخارج و”حادكة’ فقط في إثارة الضجيج الداخلي.
بقي التساؤل في الختام عن مدى احترام مهرجان “طوطو عمرة” للقرار الجبائي الصادر عن جماعة الدار البيضاء في استغلال المركب الثقافي؟!