آخر الأخبار

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

الدقة المراكشية (حضرة) لها طريقة أداء خاصة

الدقة المراكشية (حضرة) لها طريقة أداء خاصة

عبد اللطيف سرحان - الجديدة

إعداد: العربي رياض

أعدت جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي بمراكش بحثا اعتمادا على أساتذة مختصين، يتطرق لفن الدقة المراكشية وتاريخها وأوجه الاختلاف بينها وبين الدقة الرودانية ومدى علاقتها بالعمق الأفريقي، نشر في مجلتها “جسور”. نعرض هنا أجزاء من تفاصيله لأهميته ولتقريب هذا الموروث إلى القارئ أكثر.
انطلق البحث مما اعتبر أخطاء شائعة عند بعض المهتمين في تعريفهم لهذا اللون الفني، إذ هناك من ذهب في تقديمه لفن الدقة كونها لا تختلف من حيث الشكل والكلمات عن الطقطوقة او أعيوع، لكنها تختلف عنهما في طريقة الأداء حيث يسبق الإنشاد ويعقبه “التكفاف”، أي الضرب بالأكف، ومن هنا جاءت تسميتها بالدقة، بل هناك من يعتبر بعض أغاني التقيتقات تدخل ضمن الدقة.
هذا الاتجاه من التعريفات أغضب العديد من المهتمين والفنانين والأكاديميين المختصين في البحث في التراث الإبداعي المغربي وأثار اندهاشهم، خاصة عندما نسمع مثلا أن أغنية ” آش داك تمشي للزين وانت رجل مسكين …” تدخل ضمن فن العيط.
الدكتور حسن جلاب سيفرد ردا واسعا على هذه الهفوات بدءا بمسألة “التكفاف”، ذلك أن الدقة لا تستعمل فيها الأيدي، بل تعتمد أدوات من قبيل التعاريج والبندير والقراقيش، معتبرا أن ما تذهب له تلك التعاريف غير دقيق وبان هناك بونا كبيرا بين أعيوع والطقطوقة في الشكل وطريقة الأداء معا، مؤكدا على أن الدقة ليست عبارة عن أغنيات تؤديها الفرق كما يمكن أن يفهم من التعريفات المماثلة لما تمت الإشارة إليه، بل هي عبارة عن (حضرة) لها طريقة أداء خاصة، ولها زجل خاص (العيط) وأدوات خاصة، ومناسبة خاصة: فدقة المراكشية تمارس مرة واحدة في السنة أي في ليلة العاشر من محرم الحرام في جميع أحياء مراكش الحمراء.
وفي نفس اتجاه تعريف الأستاذ حسن جلاب لـ”الدقة المراكشية”، صب تعريف آخر لهذا الفن أقدم من سابقه للمؤرخ المراكشي محمد بن عبد الله المؤقت يقول فيه أن “أهل مراكش في ليلة عاشوراء وقبلها بنحو عشرة أيام يستعملون اللعبة المعروفة عندهم بالدقة، وهي لعبة قائمة على ثلاث آلات: تعريجة، وبندير، وقراقيش، أما أصحاب التعريجة فعدد كثير جدا، وأما البندير، فواحد لا غير كالقراقيش…)، وهو رأي يؤكد عليه معظم الباحثين في التراث الشعبي المغربي وأيضا جل العارفين بهذا اللون الفني بالمدينة الحمراء، مع فارق نوعي يتمثل في اعتبار هؤلاء “الدقة المراكشية” عبارة عن “حضرة صوفية” ، تمارس داخل أحياء مراكش لتخليد يوم عاشوراء.
وقال خالد ولد الرامي، رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي بمراكش، وهو يتحدث لنا عن الدقة المراكشية، بأن العارفين والمختصين، يقسمون طقوسها إلى قسمين: إذ هناك جزء تعلق بترديد المتن الزجلي “العيط”، وجزء يتعلق بالجانب الموسيقي الإيقاعي، يمكن تقسيمه هو الأخر إلى قسمين: مرحلة “أفوس”، وهي المرحلة التي تلي “العيط” مباشرة. ومرحلة الإيقاعات الموسيقية السريعة، وهي التي تلي مرحلة “أفوس”، مع إشارة إلى أنه لا يوجد قسم في “الدقة” له أهمية أكثر من الآخر…
مقاطع من عيط الدقة:
ولـد السميــريس الله يــــــرحمو عشاق الزين
عيشــــة عيشـــة يا بــــــــودلال تبقاي بخير امشينا
شيخ الحضرة أمــولاي بوعمـــر ارواح تزور
إنشاء الله نكيمــــو الحـــــــــــال العام الجاي
أنا فــــــي عـــــــار الزاويـــــــة زاوية المومنين
هيـــــــــوا هيــــــــوا هيـــــــــوا أمالي حيانا


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *