غيرت تسعة أندية تنتمي إلى القسم الأول الاحترافي جلدها هذا الموسم بمدربين جدد بسبب النتائج السلبية، باستثناء فريق واحد خالف القاعدة وغير مدربه بسبب النتائج الإيجابية وهو فريق نهضة الزمامرة، بفعل وجود اختلاف في وجهات النظر بين المدرب محمد أمين بنهاشم والمكتب المسير، إذ كان هذا الأخير ينوي تجديد العقد معه قبل نهاية الموسم، في حين كان للمدرب رأي آخر وهو تأجيل تجديد العقد حتى نهاية الموسم، فكانت النتيجة هي الانفصال بين الطرفين.
ولهذا فإن البطولة الوطنية تحطم في كل موسم أرقام قياسية في تغيير المدربين، وصل المعدل إلى أزيد من مدربين اثنين لكل فريق، فمثلا أعلى عدد من المدربين تم تغييرهم كان من طرف الرجاء البيضاوي 5 مدربين، وأقل عدد من المدربين المغيرين كان في صفوف نهضة الزمامرة وشباب السوالم.
وبالتالي فإن هذه التغييرات الكثيرة تنعكس بشكل سلبي على المستوى التقني للفرق وعدم الاستقرار في النتائج، في غياب الأهداف المسطرة، هذا الى جانب ما تكلفة هذه التغييرات من مبالغ مالية مرتفعة مستحقات المدربين، والتي لا تدفع لأصحابها فتصل شكاياتهم إلى لجنة النزاعات المحلية بالعصبة الاحترافية، أو لجنة النزاعات الخارجية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم.
وهكذا بلغ عدد المدربين المقالين هذا الموسم أكثر من 20 مدرب من طرف 9 فرق، في حين تعرف 7 فرق المتبقية استقرارا في الإدارة التقنية وهي : نهضة بركان، الوداد البيضاوي، الفتح الرباطي، اتحاد اتواركة، أولمبيك آسفي، حسنية أكادير، اتحاد طنجة.
وبالعودة إلى شريط المدربين المقالين نجد رضوان الحيمر آخر مدرب عصفت به رياح التغيير في البطولة الوطنية الاحترافية القسم الأول، بعد تقديمه الاستقالة من تدريب الشباب السالمي المدرب يوم الأحد الأخير، عقب هزيمته داخل ميدانه أمام ضيفه أولمبيك آسفي بهدف لصفر برسم الدورة 24 ، جعلت فريقه يحتل الرتبة 14 ب 22 نقطة، ومهدد بالنزول الى القسم الثاني إذا لم يستجمع قواه في الدورات المتبقية.
هذا في الوقت الذي أعلن فيه المكتب المسير لنهضة الزمامرة يوم الخميس الأخير انفصاله عن المدرب محمد أمين بنهاشم بسبب اختلاف في وجهات النظر، مع العلم أن هذا الأخير قاد الفريق في الموسمين الأخيرين، إذ احتل معه في موسم 2023/2024 الرتبة الثامنة ب 35 نقطة، وخلال هذا الموسم غادره وهو يحتل الرتبة الثالثة ب 40 نقطة بعد مرور 23 دورة، بمعنى أن النتائج التي حققها مع الفريق كانت جيدة، وتتماشى مع الأهداف المسطرة معه من طرف المكتب المسير وهي: الحفاظ على مكانة الفريق في القسم الأول، وتكوين فريق شاب تنافسي للمستقبل.
بحيث يرجع سبب الإنفصال بين الطرفين إلى كون المكتب المسير طلب منه تجديد العقد قبل نهاية الموسم، لتحصين عقده خوفا من تعاقده مع ناد آخر بفعل المسيرة الجيدة التي حصدها مع نهضة الزمامرة، في حين طالب المدرب بتأجيل ذلك حتى نهاية الموسم للحصول على رؤية واضحة للوضع والأهداف المستقبلية، وبالتالي فإن انفصاله كان مفاجئا وغير مقبول بحكم النتائج الجيدة التي حصدها مع الفريق هذا الموسم.
أما فريق الرجاء البيضاوي فلقد حطم الرقم القياسي في تغيير المدربين بخمسة مدربين، إذ بدأ هذا الموسم مع المدرب البوسني روسمير سفيكو لكن تم إقالة هذا الأخير بسبب النتائج السلبية، وعين مكانه مساعده عبدالكريم الجيناني وهشام أبوشروان كمدربين مؤقتين، بعد ذلك تم التعاقد مع المدرب البرتغالي ريكاردو سابينتيو الذي لك يكن موفقا في مسيرته، وتم تعويضه بابن الفريق حفيظ عبد الصادق الذي حقق نتائج محترمة، لكن إقصاء الفريق من المسابقة القارية عجل برحيله هو الآخر، قبل أن يتعاقد الرجاء مع التونسي لسعد جردة الشابي الذي سبق أن حقق نتائج جيدة مع الفريق قبل ثلاث سنوات، محاولا استرجاع أمجاده مع هذا المدرب التونسي الذي بات خامس مدرب يشرف على الرجاء في أقل من ستة أشهر.
كذلك فريق المغرب التطواني الذي غير 3 مدربين خلال هذا الموسم، إذ أقال في البداية الكرواتي داليبور ستاركيفيتش بسبب سوء النتائج، وعوضه بالإطار الوطني عزيز العامري الذي لم ينجح في قيادة الفريق إلى بر الأمان، فتم الانفصال عنه بالتراضي والتعاقد مع محمد بنشريفة، الذي لم يفلح في تغيير وضعية الفريق الذي يحتل حاليا الرتبة ما قبل الأخيرة ب 15 بعد مرور 24 دورة.
تم يأتي بعد ذلك فريق الجيش الملكي الذي غير مدربين اثنين، بحيث بدأ هذا الموسم مع المدرب البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش، الذي لم يدم مقامه داخل القلعة العسكرية سوى أربعة أشهر، وبعده الفرنسي هوبير فيلود، الذي قاد العساكر لثلاثة أشهر، بعد ذلك تم التعاقد مؤخرا مع المدرب البرتغالي ألكسندر دوسانتوس. هذا الأخير يعول عليه مسؤولو العساكر كثيرا في إعادة أمجاد فريق الجيش الملكي، المتأهل إلى ربع نهائي عصبة الأبطال الافريقية، واحتلال مرتبة متقدمة في البطولة تقوده إلى المنافسات الافريقية خلال الموسم القادم، لا سيما أن الفريق يحتل حاليا الرتبة الثانية ب 42 نقطة.
إضافة إلى هذا نجد فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي غير مدربين اثنين، إذ صعد الى القسم الأول رفقة البرتغالي جورج بيتشاو الذي قاد الفريق في المباريات الأولى من بطولة هذا الموسم التي حقق فيها نتائج سلبية، مما دفع المكتب المسير الى إقالته وتعويضه بزكرياء عبوب الذي واصل المشوار، لكنه فشل في تحقيق نتائج إيجابية ليتم الاستغناء عن خدماته بالتراضي، وتبديله بمدرب برتغالي ثان اسمه روي ألميدا، الذي يعول عليه مسؤولو الفريق كثيرا في احتلال رتبة آمنة تحافظ على مكانة الفريق في القسم الأول.
كذلك الشأن بالنسبة للمغرب الفاسي الذي انطلق هذا الموسم مع الإيطالي غولييرمو أرينا، لكن تم الاستغناء عنه بسبب تدبدب النتائج وعدم الاستقرار، وهو ما دفعه الى الاستعانة بخدمات لاعبه السابق أكرم الروماني، الذي قاد الفريق خلال مجموعة من المباريات، قبل تعويضه بالمدرب الألماني تومسلاف ستيبيش في الدورة 24 إذ تسلم الفريق وهو يحتل المركز السادس ب 38 نقطة.
وأخير فريق النادي المكناسي الذي غير جلده بمدرب واحد، إذ عاد الى القسم الأول هذا الموسم رفقة المدرب التونسي يحيى بنسلطان، الذي قاد الفريق في مباريات الذهاب، لكنه لم ينجح في قيادة الفريق إلى بر الأمان، إذ تم تبديله بالمدرب عبد اللطيف جريندو، الذي يبدل مجهودات جبارة لإخراج الفريق من المراتب الأخيرة، بحيث يحتل الفريق الرتبة 12 ب 30 نقطة.
هذا دون أن ننسى تغيير شباب المحمدية لأكثر من مدرب خلال هذا الموسم دون جدوى، إذ بقي في المركز الأخير المؤدي الى القسم الثاني.