متابعة عزيز العبريدي
حقق فريق نهضة الزمامرة فوزا صعبا وثمينا بهدف لصفر بدون تقديم عرض مقنع للجمهور المحلي الحاضر أمام يوسفية برشيد المقدر بحوالي 1500 متفرج، في الدورة الثانية من بطولة القسم الأول الإحترافي والتي جمعت بينهما يوم السبت 02 شتنبر بالمركب الرياضي أحمد شكري. وبالتالي يعتبر هذا أول فوز و03 نقط للعائد نهضة الزمامرة لحظيرة قسم الصفوة، في حين تعد ثاني هزيمة و00 نقطة ليوسفية برشيد العائد بدوره إلى قسم الكبار.
وبالعودة إلى تفاصيل هذه المباراة فلقد كان الفريق الضيف يوسفية برشيد هو الأفضل والأحسن والأكثر احتكارا للكرة طيلة الشوطين معا، لكن الحظ لم يحالفه في هذه المباراة، وكان نهضة الزمامرة هو المحظوظ وحقق الأهم 03 نقط بدون أداء مقنع، بحيث تبقى المباريات القادمة فرصة ثمينة أمام المدرب عزيز كركاش لتحسين الأداء التقني وتغيير الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق في هاتين المبارتين، مع العلم انه انتدب عددا كبيرا من اللاعبين منهم من يتوفر على تجربة كبيرة بالقسم الأول الإحترافي.
وفي الشوط الأول الذي كان مستواه التقني متوسطا وعقيما، كان فريق يوسفية برشيد هو السباق إلى خلق فرص التسجيل في د 13 بواسطة عبد العزيز الحمزاوي اللاعب السابق لنهضة الزمامرة والذي ساهم في صعوده بتسجيله مجموعة من الأهداف، لكن قذفته تصطدم بالقائم الأيسر لمرمى الحارس عادل الشرقاوي، وقد كان رد فعل نهضة الزمامرة على هذه المحاولة في د 17 بواسطة قذفة قوية لابراهيم البوزيدي الإدريسي مرت فوق المرمى، لينتهي هذا الشوط بنتيجة التعادل السلبي صفر لمثله.
أما في الشوط الثاني الذي كان مستوى التقني لا بأس به ومتحركا، لا سيما من جانب نهضة الزمامرة بعد دخول البديل زكرياء حدراف الذي اتيحت له فرصة للتسجيل في د 47, بعد ذلك وقع عبدالخالق حميدوش الهدف الأول والوحيد في د 51 بضربة رأسية على إثر تنفيذ ضربة زاوية، وقد اتيحت ليوسفية برشيد فرصة التعديل في د 54 بواسطة قذفة قوية لعبد العزيز الحمزاوي يتصدى لها الحارس عادل الشرقاوي، أكثر من ذلك لم يكن الفريق الحريزي محظوظا فيما تبقى من التوقيت، إذ ٱلغى الفار فرصتين سانحتين للتسجيل، الأولى في د 81 بعد إعلان الحكم محمد زرزاي عن ضربة جزاء، والثانية في د 90 بعد رفض هدف هشام مرشاد بدعوى شرود.
لتنتهي هذه المباراة بتحقيق نهضة الزمامرة أول فوز في القسم الأول الإحترافي بعد هزيمته في الدورة الأولى، في حين حصد يوسفية برشيد ثاني هزيمة له.
لكن يبقى أهم حدث شهدته هذه المباراة قبل بدايتها هو عدم تقبل بعض أعضاء المكتب المسير ليوسفية برشيد الشروط الإحترازية الأمنية المطبقة داخل المركب الرياضي الشهيد أحمد شكري، إذ منعهم مدير المركب من الدخول الى مستودع الملابس للاعبين ومنه الصعود الى المنصة الشرفية، على اعتبار أن هناك ممر خاص بهم دون ولوج مستودع الملابس، هذا الإجراء الأمني أغضب مسيري الزوار وجعلهم يحتجون على هذا الإجراء الإداري، وغادروا الملعب، وفضلوا متابعتها من إحدى المقاهي المتواجدة بجوار الملعب، وبعضهم اقتنى تذكرة المباراة للجلوس بالمدرجات.
وعلى إثر هذا الحدث قال نبيل بلخدير رئيس نهضة الزمامرة في تصريح لإحدى الإذاعات الخاصة، بأن هذا المشكل الذي وقع هو نتيجة سوء فهم لبعض أعضاء المكتب المسير البروتوكول الامني المطبق بالمركب الرياضي، وبعد تدخله شخصيا حاول إزالة ذات البين وإعادة الأمور إلى نصابها انطلاقا من العلاقات الجيدة التي تربط بين مكتبي الفريقين، وتفهموا الوضع وتراجع بعضهم عن موقفهم وصعدوا الى المكان المخصص لهم بالمنصة الشرفية لمتابعة هذه المباراة.
وخلال الندوة الصحفية قال عزيز كركاش بأن نهضة الزمامرة هو فريق لا زال في طور البناء، وبأن التركيبة البشرية لم تجتمع بعد ولا تعرف استقرارا نتيجة توافد مجموعة من اللاعبين على الفريق، البعض منهم لم يلتحق بعد بسبب عدم تأهيلهم، وعندما ستكون هذه التركيبة مستقرة بنسبة 90في المائة ستتغير الأمور وسيصبح الفريق في كامل جاهزيته، وبالتالي فالفريق هو مشروع فريق مستقبلي يحتاج الى مزيد من الوقت والعمل للوصول الى الأهداف المرسومة.
وخلال الشوط الاول خلق لنا الفريق الخصم متاعب كبيرة إذ ضغط علينا بقوة ومنعنا من بناء العمليات، لأن فريقنا يلعب الكرة في الارض، وهو ما جعلنا نلجأ إلى الكرات العالية التي ليست من عادتنا.
لكن في الشوط الثاني وجدنا الحلول وكان مستوى الفريق أحسن من خلال احتكار الكرة وبناء العمليات الهجومية، وبالتالي فثلاث نقط جاءت في هذا الوقت هي نتيجة جيدة، في انتظار وقوف الفريق على قواعد صحيحة، وهذا يتطلب لاعبين يحسنون استخدام العقل والجانب السيكولوجي اكثر من أي شيء آخر.
فالاحتفاظ بزكرياء حدراف حتى الشوط الثاني هي استراتيجية في اللعب، بحيث أن الفريق الخصم سيتعب من جراء المجهود البدني الذي بذله في الشوط الاول، وبالتالي سنحافظ على الطراوة البدنية وأوراق احتياطية للتحكم في المباراة وحسمها لصالحنا، ولهذا فتوقيت دخول حدراف كان مناسبا لانه أعطى دينامية جديدة، علما انه لا يمكنه ان يلعب أكثر من هذا الوقت، وعندما سيكون جاهزا للعب 90 دقيقة سنقوم بذلك، زيادة على كون جل اللاعبين لا يتوفرون على تجربة كبيرة في القسم الأول، لكني جد متفاءل بمستقبل الفريق وتحسن مستواه مع مرور المباريات والتحاق باقي اللاعبين.
وبالرغم من الانتصار فالفريق لا زال في طور البناء ولم نصل بعد إلى الريتم الذي يجب أن نلعب به، لكن مع مرور الوقت واسترجاع جميع اللاعبين سنصل إلى ذلك بالاعتماد على العقل والعامل النفسي، فالهدف هو أن يكون منحنى الفريق في صعود وتطور وليس العكس.
أما محمد الكيسر مدرب يوسفية برشيد فأشار بإن المباراة كانت صعبة، خصوصا ان الفريقين سبق لهما أن انهزما في أول دورة، وكنا نطمح إلى تحقيق نتيجة ايجابية، ففي الشوط الاول قمنا يضغط مرتفع واستحودنا على الكرة وخلقنا العديد من الفرص ولم نستغلها جيدا، إذ كان علينا الخروج على الاقل بهدف لواحد قصد اللعب بثقة وتركيز خلال الشوط الثاني، العكس هو الذي حصل الفريق الخصم دخل في المباراة وسجل هدفا من كرة ثابتة بعثرت أوراقنا، كان بإمكاننا العودة في النتيجة من ضربة جزاء ألغاها الفار وأيضا هدف ألغي بداعي التسلل ولم نتوفق في ذلك. قمنا بإقحام ستة لاعبين جدد داخل المجموعة بسبب الإصابات، لابد من ترميم صفوف الفريق، هناك لاعبين إلتحقوا بالفريق مؤخرا، لم نستطع الحفاظ على جميع اللاعبين خلال الموسم الماضي، لكون الفريق يمر من ظروف مالية صعبة، المكتب المسير يبدل مجهودات استطاع حل المشاكل المالية للاعبين قبل السنة الماضية في انتظار الحلول النهائية.
الفريق حقق الصعود ولم يحافظ على تركبته البشرية لأسباب مادية، ويعاني من ضعف النجاعة الهجومية نتيجة عدم توفره على قناص للأهداف، إضافة إلى قلة تجربة جل اللاعبين لكونهم قادمين من أقسام أخرى، وإصلاح الأخطاء المرتكبة في المباريات القادمة. حتى يكون الفريق في أفضل مستوياته مستقبلا.