آخر الأخبار

أضف النص الخاص بالعنوان هنا

وثائقي من عمق الصحراء.. أيوب المحجوب و عمر ميارة يبدعان في “السداب”

وثائقي من عمق الصحراء.. أيوب المحجوب و عمر ميارة يبدعان في “السداب”

عبد اللطيف سرحان - الجديدة

في تجربة سينمائية ناجحة تستحق التنويه ،نجح المنتج السينمائي الصحراوي الشاب أيوب المحجوب في ترجمة تجربته في مجال التواصل السمعي البصري والإنتاج السينمائي، إلى جانب المخرج عمر ميارة خريج مدرسة حكيم بلعباس، عبر وثائقي “السداب” حيث سافرا لليلة ويوم ، عبر رحلة بين أحضان صحراء مدينة السمارة رفقة بطل الفيلم مروض الإبل الموريتاني لينقلا للجمهور الواسع طقوس مهنة “السداب” المنتشرة بالمناطق الجنوبية ولا يخبر شعابها وتشعباتها إلا القليل من أبناء الصحراء نظير محمد لمين بطل الفيلم ، مروض الإبل الموريتاني الذي خبر أسرار ترويض الإبل منذ الصغر ليصبح أحد أبطال سباق الهجن ،ليكشفا معه بالكاميرا و عبر مراحل كيف يقوم بهذه المهمة وحتى يصبح الجمل مروضا وذلك في رحلة تجمعه عن طريق الصدفة بابن وطنه محمد راعي الإبل دون أن يحسا للحظة بالغربة خلال فترة تواجدهما في وطنهما الثاني المغرب الذي يترددان عليه بين الحين والآخر كلما دعت الضرورة إلى ترويض إبل .
في مشاهده المصورة بكاميرات طاقم تصوير شاب يجمع خيرة مروضي الصورة السينمائية سافر بنا الفيلم السينمائي الوثائقي “السداب” مروض الإبل ، رفقة محمد لمين شخصية الفيلم وهو شاب خبر أسرار الإبل منذ الصغر ببوادي موريتانيا حيث الولادة بين أحضان الصحراء والقطعان، لتأخذنا المشاهد في رحلة مع محمد لمين في كل مرة عبر ظهور جماله لنكتشف كيف يصير الجمل ” مسادب” مطيعا لراكبه وجاهزا لشد الرحال أو السباق ، هي مراحل تبتدئ حين لقاء طاقم انتاج وتصوير الفيلم به وقضاء أيام برفقته ، ليعيش الجميع تفاصيل الحكاية بعد قضاء ليلة ويوم رفقة ابن وطنه محمد راعي الإبل الذي قاده القدر هو الآخر بحثا عن لقمة العيش ليجتمعا عن طريق الصدفة بالصحراء المغربية هنا حيث لم يحس محمد لمين “السداب” ومحمد الراعي الشابين الموريتانيين ولو للحظة بالغربة، بل على العكس تماما فهما يعتبران نفسهما في وطنهما الثاني بين الأهل والأصدقاء وأناس يقاسمونهم العادات والتقاليد والبيئة .
محمد لمين الشاب الخبير في ترويض الإبل “السداب” منذ وطأت قدماه أرض الصحراء المغربية استطاع أن يلفت إليه أنظار مربي الإبل ويحجز لنفسه مكانا في قلوب عشاق سباقات الهجن، وصار محط اهتمام يسرق الأضواء في كل مرة كبطل من أبطال السباقات ، ويتلقى دعوة للقيام بمهمة ترويض جمل أو ناقة فهو يحترف ترويضها بطريقته الخاصة لما يتمتع به من تجربة وحنكة ودراية في هذا المجال.المجال المعقد والمليء بالأسرار وهو ما يمكن لمشاهد الفيلم الوثائقي أن يكتشفه مع محمد لمين بدءا من خيمته بوادي “لفريرينة ضواحي مدينة السمارة ” ، مرورا بوادي الساقية الحمراء وفضاءات متعددة بين الكتبان والتلال وأشجار الطلح ..هناك حيث يدور حديث شيق عن مراحل “التساديب” الترويض، يثير الفضول لمرافقته في كل مرحلة مرحلة، إلى أن يصل إلى مضمار سباقات الهجن “حلبة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” بمدينة طانطان ، هناك آخر محطة نتوقف فيها مع حكاية محمد لمين “السداب”، ليطلق العنان لجمله يطوي مسافة المضمار منتشيا بنجاح المهمة ، وبابتسامة عريضة ينهي الرحلة ، ويبدأ رحلة أخرى في اتجاه وطنه موريتانيا وأثناء الطريق وبكل تلقائية يعبر عن الشعور والأحاسيس التي تختلجه وليقول وبعبارة تختزل كل ذلك : “لم أحس قط بالغربة وأنا في وطني الثاني المغرب، فيه أجد راحتي عكس بلدان أخرى، هنا أجد كل ما أحتاجه كيف ما كان وكأنني في بلدي الأم “.
لم تكن هاته التحفة الفنية لتخرج للوجود ولتنقل للجمهور العريض طقوس مهنة “السداب” لولا وجود منتج سينمائي اسمه “أيوب المحجوب ” الشاب الحاصل على شهادة الماستر في التواصل السمعي البصري والإنتاج السينمائي، الذي سبق له ان أنتج عدة أفلام وثائقية وروائية ناجحة وذات قيمة فنية كبيرة حول الثقافة الصحراوية الحسانية، الشيء الذي جعله أول منتج شاب ينطلق بكل طموح وإصرار في هذا المجال الذي يعرف الكثير من الخصاص ببلادنا على المستوى التقني والفني.
ويمتلك أيوب المحجوب ، رؤية فنية متميزة تجعله يستطيع اختيار المشاريع الناجحة وهي لا تزال في مرحلة الكتابة، إلى درجة أن العديد من الحرفيين السينمائيين أصبحوا يرون فيه منتجاً سينمائيا كبيرا في المستقبل، سيحرك عجلة الإنتاجات السينمائية الصحراوية بشكل غير مسبوق، خاصة وأنه سبق له الاشتغال على عدة مشاريع مع المخرج الصحراوي المتميز عمر ميارة أحد طلبة المخرج الكبير حكيم بلعباس، والذي أخرج بدوره عدة أعمال سينمائية منها الوثائقي والروائي التي لاقت صدى ايجابيا بكل المهرجانات التي شارك بها، وحاز على عدة جوائز سينمائية مهمة داخل وخارج أرض الوطن.


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *